أعلان الهيدر

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

الرئيسية قصة : نسماتٌ من الحرية

قصة : نسماتٌ من الحرية


فضيلة معيرش
تكاثرت نبضات الخوف بقلبها ،وامتدت أصوات الرجاء بصدرها كما تمتدّ 
سيقان نبات البامبو في الماء ليعيش فيه عمره ، تمتمت ببعض كلمات مهدئة وقالت :أتراني لم أعتني به بالشكل الصحيح فلم يعمر الحنين بقلبه طيلة عشر سنوات من ارتباطنا ؟ وما ذنب طفلتينا رميسة وريمة .وأكملتْ
: اليوم سأوقفه عند حده ...تمادى في إذلالي ، بلا مواربة بقت جملة في حلقها ، علقت كشوكة مستعصية النفاذ ، وهو يلج البيت ويرتمي على الكرسي المركون في زاوية غرفة الجلوس الخالية من مظاهر الثراء ...
جاهدت في إخماد ما اعتراها حين تأملت زوجها هارون ، كان شعور طارئ لم تعهده من فبل وهي تستمع لبنات الجيران عند زيارتهن منذ أيام لها ، ليسردن عليها نزواته في مطاردتهن، إحساس جديد ينبت بصدرها كالفطر السَّام، أرخت حبال صوتها المرتعش وهي تتأمله ، وكيف تغير منذ عرفته خرجت كلماتها باردة لتصب بوجعها الطافح على سلوكه قالت : أهملتُ تفاصيل حياتي، مرتبي تصرفه دون أن أدري عليهن . تألمتُ حتّى تفجرتْ من روحي الآهات .
أصبحت لامبالاته تصيبها بزخات مكثفة من مطر المواسم العابرة ، ما يقوم به تنتشر رائحة شَواطِه لتزكمَ الأنوف ، فكرتْ في فتق عين تمرده وقد انطفأت كل مصابيح الأمل بقلبها تهديداتها المتوالية برفع قضية الخلع لم تثنيه، بأحراش التذمر تضاعفت شكواها . ما زاد في تألم العاقلة أن جل من يقطن في مدينتها رأس الواد المكتظة بسحاب الفضول .يعرف بقصص هارون على مرأى من عيون الكلّ وهو يتمادى .
مع برودة آخر أيام الربيع وهو يسحب أنفاسه رويدا عن خدّ الأرض معلنا بقدوم نسمات دافئة للصيف ، كاشفت أهلها بعزمها الذي لن تتراجع عنه وهي ماثلة أمام القاضي ، تجاسرت وفتحت جراب سهام الحقيقة كاملة .
واصل هارون جولته في المراوغة متمتعا بالمبلغ الذّي ناله من الخلع قبضت العاقلة على أول نسمات الحرية المعبقة بالأمل وهي تستقبل لفحات الصيف...


*فضيلة معيرش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.