أعلان الهيدر

الأحد، 14 أكتوبر 2018

الرئيسية " البحث عن شاحن "

" البحث عن شاحن "


محمود حمدون
التقيته بالأمس بشارع " السنترال " , كانت الساعة تقترب من الحادية عشر ليلاً , هواء منعش أقرب لبرودة خفيفة تلفح وجوه المارة , تثير في النفس غُربة و حنيناً لشتاء يقترب ببطء.
بدا مهموماً على غير عادته , يتلفّت حوله كأنما يبحث في وجوه المارة عن أحد يعرفه, فلا يجد إلاّ دهشة و إعراضاّ .!
يتنقّل بين متاجر الهواتف المحمولة المتناثرة على جانبي الشارع التجاري الشهير , أضواء تنساب برفق تذهل العيون , نغمات موسيقية صاخبة هنا , رديئة هناك , كان يبحلق في المعروضات , يقلّب عينيه يميناً و يساراً و أثر قلق يخيّم على وجهه ... 
يعرفني جيداً ! نعم فعلاقة فاترة لفترة نشأت بيننا ثم انقلبت بوسوسة شياطين الانس لكراهية بأعماقه , وجدتها فرصة لا تسنح كثيراً ... : مساء الخير . أتذكرني؟ 
= بجفوة ممزوجة بخجل : نعم أنت فلان .. 
أما زلت تكرهني ؟
= للوظيفة الرسمية متطلباتها , من سيأتي بعدي سيبادلك نفس الكراهية .
لماذا ؟ لم نلتق قبل تولّيك المنصب .!
= قلت لك , للمنصب متطلبات , هناك و أشار بيده بعيداً ... من يكرهك و لا نملك سوى الاذعان لهم.
قلت بنبرة لا تخلو من سخرية : كراهية بالوكالة ؟ فما قيمتك إذن ؟
= اصفرّ وجهه , ممتعضاً : تُهينني أم تشمت بي ؟
تجاهلته , قد غمرتني متعة كبيرة حينما رأيته يتضاءل بعيني , سألته :كأنك تبحث هنا عن شيء ؟ 
= تحاشى النظر إليّ قائلاً : شاحن كهربي لهاتفي , فمذ خرجت من الخدمة و خرس أصابه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.