محمود حمدون
مقام, لوليّ مجهول. يحج إليه العامة تبرّكاً بكرامات لا تتحقق أبداً, و " أبله " يتيه بشوارع الحيّ , تسقط أمامه الموانع , يتحدث بهمهمة , ثم يترك لنا حُرية تفسير ما يقول, ثالثهم شقيّ " ربيع " لص ماهر بعمله , لم يُضبط بوما بُجرم , عاش حياته بيننا , نسمع عن شقاوته , دون أن نرى منه, يكتفي بما نردده من أقاويل في حقه, مؤمّناً أحياناً على حديثنا بهز رأسه أو بغمغمة تتسرب من بين أسنانه .
حقق " ربيع " شهرة كبيرة, صنعت منه أسطورة, حتى خافه السكان, فرضوا له جزية نصيباً معلوماً من أموالهم , كما هابته بقية اللصوص في المناطق المجاورة , فعافت الاقتراب من المكان , مثلث باطنه العذاب, ظاهره الرحمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق