أعلان الهيدر

الخميس، 25 يناير 2018

سيدة الياسمين


رحو شرقي

الكاتب / رحو شرقي
حِـيــنَ يُسَـــافِرُ الحُـــلْـم ، وَتهْوِي العَصَـــــافِــيــر ...
مِنْ مَنَــــــازِلِ الضَّبـــــــَاب وَيَضيِّــــــعُ البَطَـــــــل...
عَلَى كُلِّ اِنْتِـصَـــارٍ وَاِنْكِسَــار ، فَـيَـنْكَـمـِشُ الحُـلْـم بالألم !!...
لتسْــــمَع صُـرَاخا مكــبــوتا؟ ...
فِي صَمْــتٍ عَــارِي ، بَيْنَ زَاوِيًّـا البرد...
وَالأَرْصِـفَـــة ُالمَخـــْنــوقَـــة؟ ...
وفي يوم جمعة ، قد اشتّد حره بعد زوال الزوال وغيمة السراب ...
سمعت صوتا غير مألوف من وراء الستائر ؟!.…
فتحت نافذتي عَلَى حِيــــطَانِ الجَـلِـيـد...
دعوتها للدخول وأكرمت عطشها اللاذع الذي يحرق ماتبقى من أحشائها ؟!...
بوجه يجمع المآسي
تلتحف لباسها الأسود ، قدميها شبه حافية ، توكل أمرها الى الله من فعل الحاقدين ....
قلت لها : ياسيدتي ألم تخطئي العنوان ؟!...
قالت : بلى ...
أنا زارعة اليسامين في ارض الشام ، صنعت بيدي أحلاما !.....
لِيَــــدلنِي عَــلَى نُجُــومِ الصَّــــبَاح ...
اما الآن أحيا في حُـــضْـــن التَّــــيه ؟!..
اقترب منها ابني رفيق !..
توسد ركبتها ، عَلَى هَمَــسَاتِها ، بحِكَــايَاتٍ الـلَّــيَــالِيَ
و السَّـــاعَات الطِّـوَال ، على ألف ليلة وليلة ...
أوقفتُ نزيفَ حديثها الموجع ، بالسؤال :
ياسيدتي وكيف وصلتي من هذا الزحام ؟! ....
أيتها الاخت المنكسرة ....
قالت : ركبت غمامة الهلاك ، من حدود الى حدود ...
وطن واحد وامة واحدة ، دين واحد و بأسلاك شائكة وفخاخ بشرية ، كأنها حقول الفناء ؟! ...
من نجا ، فأنا منهم ومن تعثر قبره مجهول مهجور !! ...
ثم تنهدت بعمق الخيال ولم تظرف قطرة دمع !!..
حتى عيناها أصبحت بورا !...
وأجفانها مكانس غبار !...
حينها توددت إليها حتى تبقى معنا نتقاسم رغيفنا ، لكن جناحها مكسورا ، مثقلة بإبنها الذي أصابته الطلاقات ، وزوج أنهكته الحياة ...
ثم أتكأت على ابني ناجي السلام .
حينها رماني حديثها الى مجرة الطواف ؟!...
لقد غادرت في صمت ، مَعَ سَجَـــــــايَا الفَجْـــــرِ !!..
ستأتي َ بَشَـــــائِر الصَّـــــبَاح ...
إنها سيدة الياسمين !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.