أعلان الهيدر

السبت، 23 سبتمبر 2017

الرئيسية مقطع من رواية " واهتدت روحي إليك "

مقطع من رواية " واهتدت روحي إليك "


كتبت لطيفة قرناوط

مقطع من روايتي " واهتدت روحي إليك " التي ستكون حاضرة في معرض الكتاب سيلا 2017 بإذن الله

سمعت صوته الذي طالما كان مرحا رغم قوته، لكنه كان اليوم مختلفا، قويا، لكن مثقلا بالهم
ـ كيف حالك ؟
أدرك بمجرد مغادرة الكلمات لفمه أن سؤاله كان غبيا، كيف يمكن أن تكون حال امرأة قتلت زوجها وألقيت في السجن، فأضاف دون أن ينتظر منها جوابا:
ـ لقد تحدثث مع محاميتك وأخبرتني بكل شيء
سمع شهقاتها وهي لا تتجرأ بعد على النظر إليه وجاءها صوته معاتبا :
ـ لماذا فعلت ذلك ؟
زاد نحيبها وهي عاجزة عن الرد تتوقع أن سؤاله لماذا قتلته لكنه أردف كمن يوضح :
ـ لماذا تزوجت به ؟ لماذا احتملت كل ذلك دون أن تخبريني ؟ لقد كنت دائما شقيقك الأكبر الذي تلجئين إليه في كل شيء، لماذا في هذه بالذات أقصيتني من حياتك ؟ لماذا جعلته ينظر إلي كل يوم مستهزئا بي، بينما كان يدنس شرفي كل يوم ويعتدي على حرمتي ؟ لماذا تركت يدي تصافح يده وهو يضحك في سره من غبائي ؟ لماذا لم تتركيه لي لأقتله أنا ؟ لماذا لم تدعي لي فرصة غسل شرفي المهدور ؟ كيف سأواجه الناس اليوم ؟ ماذا سأقول لهم ؟ كنت عاجزا عن حماية شرف شقيقتي، حتى غسلته هي بقتل ذلك الحيوان.
سكت قليلا يترقب ردها، لكن لم يقابله إلا البكاء فأضاف :
ـ أتدركين أن الصحافة تتابع القضية، أتتوقعين ما الذي حدث لوالديك عندما علما بأنك قتلت زوجك، هل تتوقعين ما الذي سيحدث لهما عندما يعرفان كل التفاصيل، وكيف سيواجهان نظرات الناس؟ أتدركين أن عائلة زوج شقيقتك ستعرف ما فعلته أختها.
هزها من كتفها رافعا رأسها إلى الأعلى وهالته النظرة الجامدة التي غطت مقلتيها برغم الدموع التي كانت تغرق وجهها، تجمدت بين ذراعيه وسقط رأسها على كتفها، عينيها مغمضتين، لم تكن هنا، كانت في عالم آخر، هزها بقوة يترقب ردة فعل منها، لكن لاشيء بدأ في الصراخ :
ـ طبيب، أريد طبيبا هنا بسرعة
تم نقلها إلى عيادة السجن الطبية هو ينتظر خارجا لا يعرف ما الذي حدث لشقيقته، تلك التي رآها هناك لم تكن هي، كانت كابوسا سيطارده لبقية أيام عمره، لقد ماتت شقيقته، لم يبق منها إلا الجسد أما روحها فقد غادرت، إنها متهمة بقتل زوجها لكن الحقيقة أن ذلك الرجل هو من قتلها، ما أصعب أن تموت الروح ويبقى الجسد حيا، تلك أصعب حالات الموت على الإطلاق، أن يتشبث جسدك بالحياة بينما روحك وافتها المنية، فتحيا أنت جسدا بلا روح ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.